الجمعة، 4 يوليو 2014

"حظر حفر الأنفاق": مغازلة لإسرائيل وشرعنة الانتهاكات في سيناء



قطاع غزة.


أثيرت تساؤلات حول المغزى من القانون الذي أصدره الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس الخميس، والذي يحظّر حفر الأنفاق الحدودية بين مصر وأي دولة أو جهة أخرى، ولا سيما مع تأكيد مصادر حكومية مصرية أن هذا القانون سيتم تفعيله بشكل حاسم من قبل الشرطة والقوات المسلحة في سيناء خلال الفترة المقبلة، على الأنفاق الحدودية بين سيناء وقطاع غزة.
وبرّر الخبير الأمني اللواء سيد الجابري، القرار بأنه ضروري لما سمّاه "إعادة الأمن والاستقرار إلى مصر وحفظ أمنها القومي، وردع كل من يفكر في انتهاك السيادة المصرية من خلال استخدام الأنفاق الحدودية ولا سيما حدود مصر الشرقية مع قطاع غزة".
وأوضح الجابري، في تصريحات صحافية، أن "هذه الأنفاق يتم استخدامها في تهريب البشر ولا سيما الأفارقة، فضلاً عن تهريب (الإرهابيين) والسلاح والممنوعات".
في المقابل، اعتبر الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة السابق، قطب العربي، أن القانون الذي أصدره السيسي بحظر حفر أنفاق بين مصر وأي جهة دولية أخرى، هو مجرد مغازلة لإسرائيل، وإن كان لا يقدم جديداً على الأرض.

وتمنع السلطات المصرية بالفعل بناء هذه الأنفاق، وتقوم دوماً بهدم كل ما تكتشفه منها في إطار التعاون الأمني مع إسرائيل.
وأضاف العربي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن العقوبات التي يتضمنها القانون يتم تنفيذها وتنفيذ ما هو أقسى منها على من يتم القبض عليه متسللاً أو مشاركاً في حفر تلك الأنفاق، وذلك قبل صدور هذا القانون.
وأكد العربي أن السلطة القائمة في مصر تسعى لكسب المزيد من ود سلطات الاحتلال الإسرائيلية، عبر تفعيل ملف التعاون الأمني وتقديم المزيد من التسهيلات للإسرائيليين ومواجهة المقاومة الفلسطينية، بل فرض المزيد من الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة.
واعتبر أن "السيسي وحكومته ينتظران مقابل ذلك، المزيد من الدعم الإسرائيلي، وخصوصاً في المحافل الدولية، والقيام بدور تسويق الانقلاب العسكري باعتباره ضرورة للأمن والسلام والاستقرار العالمي، والعمل على جذب استثمارات أجنبية لمصر واستمرار ضخ المعونات الأميركية والأوروبية لمصر".
من جهته، قال الخبير السياسي، أمجد الجباس، لـ"العربي الجديد"، إن "هدف الرئاسة المصرية من إصدار القانون هو أن يكون أداة تشريعية وقانونية تبرر وتشرعن الانتهاكات التي يقوم بها الجيش ضد أهالي سيناء الذين يتعرضون لانتهاكات بشعة منذ الثالث من يوليو/تموز الماضي بحجة محاربة الإرهاب في شبه الجزيرة".
وأوضح أن إصدار القانون يأتي ضمن سياسة يتبعها السيسي بتقنين وشرعنة الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الجيش.

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

مصر تسجن "أسد الأزهر" خمس سنوات



عمر الشويخ


بهدوء، تلقت والدة الطالب عمر جمال الشويخ الحكم الصادر بحقه بالسجن خمس سنوات، ودفع غرامة مالية قدرها 100 ألف جنيه أول من أمس الأربعاء. قالت إنها "رضيت بقضاء الله"، علماً أن ابنها كان طالباً في الفرقة الأولى في كلية الدراسات الإسلامية. أما التهمة، فهي "التجمهر داخل الجامعة ورفع أعلام من شأنها تهديد الأمن القومي".

وبينما بدأ زملاؤه بالبكاء، راحت أم عمر تهدئ من روعهم. قالت لأحدهم: "لا تبكِ لأن البكاء يعني الحسرة والندم. ونحن ربيناكم على الثبات والتضحية". وأوضحت لـ "العربي الجديد": "كنت أعلم أن هؤلاء القضاة ظالمون ولن يصدروا أحكاماً عادلة، هم الذين أصدروا أحكاماً بالسجن 17 عاماً بحق طلاب لم يقترفوا أي ذنب ولا جريمة. كل ما حدث سابقاً جعلني أتقبل أي حكم ستصدره المحكمة بحق ابني مهما بلغت شدته وقسوته".
وكان عمر (19 عاماً) قد اعتقل في شهر مارس/آذار الماضي، عقب خروجه من جامعة "الأزهر" في القاهرة، وتعرض لشتى أنواع التعذيب والاعتداء البدني والصعق الكهربائي في مناطق حساسة، إضافة إلى الاعتداء الجنسي أكثر من مرة. وقالت والدته إن "ضابطاً يُدعى أحمد وهبة دأب على تعذيب ابنها لانتزاع اعترافات ومعلومات عن قيادات الحراك الطلابي داخل الجامعة". وتضيف أن "عمر اشتهر بين زملائه بقدرته على إشعال حماس المتظاهرين من خلال الشعارات الثورية التي كان يطلقها. وكان أحد القيادات الطلابية خلال التظاهرات والمسيرات التي شهدتها جامعة الأزهر خلال الأشهر الماضية، ما لفت الأنظار إليه من قبل جهاز الأمن الوطني، الذي قرر اعتقاله".

وكتبت أم عمر على صفحتها على "فايسبوك": "نحن أصحاب قضية. أوقفنا أنفسنا وكل ما نملك في سبيل تحقيقها. قضيتنا أن ينتصر الحق ويسود العدل".
لُقّب عمر بـ "أسد الأزهر"، وقد أطلق أصدقاؤه "هاشتاغ" يحمل هذا الاسم لتداول أخبار صمود الطالب داخل المعتقل. وتجدر الإشارة إلى أن عمر ليس الأول في عائلته الذي يتم اعتقاله. فسبق أن اعتقلت قوات الأمن والده جمال الشويخ، أحد رافضي الانقلاب العسكري في محافظة السويس، وقد حكم عليه بالسجن 3 سنوات، وتم ترحيله إلى سجن عتاقة في السويس.

1227 معتقلة سياسياً في مصر

"ضرب، سحل، وألفاظ خادشة للحياء"، هكذا لخصت سارة محمد (22 عاماً)، حجم المعاناة التي تتعرض لها والدتها، المعتقلة بسجن القناطر في...