الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

ولهذا تم إستبعادي!!

الطريف أن الاسم مكتوب غلط رقم (11)


أذكر أنني كنت متحمساً ، بقدر يكفي لأن اذهب إلى رئيس الجامعة نفسه ، لأشكوه سوء الخدمات ، وأسلوب المعاملة المتدني من مشرفي الأدوار بالمدن الجامعية ... ولكني لم أكن اعلم أن هذا القدر من الحماسة قد يطيح بي نهائياً من الإقامة في المدن الجامعية في العام التالي..!!

فهذا كل ما في الامر ، طالب يسكن بالمدن الجامعية ، ويعلم جيداً انه يعيش في ظل نظام مؤسسي تتغلغل فيه البيروقراطية والروتين إلى أن وصلت إلى أعماقه .. فتجرأ ذات مرة على نظام جامعته وحاول أن يشكو من سوء إدارتها ، فكانت النتيجة استبعاده من السكن الجامعي رغم استيفاءه لشروطها.
في العام الماضي 2009 – 2010، كنت اسكن بالمدينة الجامعية لجامعة حلون ، واتى نصيبي من السكن في مبنى ، يعلم الجميع مدى غتاتة مديره ، مبنى 17 الدور لثالث غرفة 305 ،حيث الأستاذ " احمد عبد العزيز"مدير المبنى و المعروف بإهماله وفساده الإداري، كما لم تجد طالباً واحداً يمدح فيه بكلمة واحدة، فهو مكروه حتى من أتباعه الموظفين.
وجدت أن الخدمات والمرافق بالمبنى غير صالحة للاستخدام الأدامي أو الحيواني حتى .. فمن غير الادامي أن تعيش في سكن تنقطع المياه عن دورته لمدة 8 أيام متصلة ، وفي حالة وجود المياه تجد حماماته بدون خراطيم ، بالإضافة إلى أن الدور الذي به غرفتي لم تجد به سخاناً واحداً يعمل بالرغم من أن الدور به أكثر من 4 سخانات سعة 80 لتر، هذا ناهيك عن مبردات المياه التي كانت وظيفتها هي أن تصدعنا بصوتها فقط لا غير..!
في يوم وصل بي الضيق ذروته عندما استيقظت لأتوضأ لأصلي الجمعة ، فوجدت أن المياه منقطعة عن المبنى بأكمله، فاضطررت أن اذهب إلى المسجد– الخاص بالمدينة_ بحالتي التي إستيقظت عليها، وبعد أن إنتهت صلاه الجمعة، ورجعت الي المبنى، رحت أتحدث إلى كل من اعرفه ومن لا اعرفه من الطلاب في محاولة مني لتشجيعهم على ان يشتكون سوء الخدمات إلى مدير الإدارة أو حتى مدير المبنى، ولكن جاء رد الفعل بارداً كما توقعت،فمن الطلاب من لا يصغى أساسا لمثل هذا الحديث_ وهم كثرة_ ،ومنهم من يخف من أن يزعج الإدارة بأي شكوى ، رغم اقتناعه بجدواها.
فهنا إقترح الطلاب أن اذهب أنا واشتكي، فلم اعترض، وقررت أن اذهب اليوم التالي إلى مدير المبنى بدلاً من مدير الإدارة بعد ن علمت أن لوائح المدينة تلزمني في حالة الشكوى أن اذهب إلى مدير المبنى اولاً...في اليوم التالي ذهبت إلى الأستاذ احمد عبد العزيز، وتحدثت إليه في كل أدب ، وكانت الجملة الأولى من شكوتي " يإإستاذي الوضع سئ جداً ، ده الحمامات مفيهاش خراطيم ..."، فنظر الي نظرة تعبر عن استغرابه ، وقال لي بهدوء " انت منين يا محمد؟" ، فرديت بهدوء " من الفيوم يافندم"، فرد بهدوء" أبقى هات خرطومك معاك من الفيوم "، انظروا مدى سخافة هذا الرد، ووقاحة هذه الإدارة؟.
قررت حينها ان اذهب إلى مدير إدارة المدن الأستاذ عبد الحكيم عامر، وهو كما كنت سمعت عنه معروف بالشدة والحزم، ذهبت اليه ، وتحدثت اليه ولم اترك له صغيرة أو كبيرة فيما يخص المدينة الجامعية عامة ، تحدثت عن مساؤى الإدارة ، وتأخر الصيانة ، وسوء الخدمات ، فطلب مني أن اكتب كل هذا الكلام في شكوى رسمية حتى يستطيع من خلالها التحرك رسمياً ، فسلمته الشكوى بعد كتابتها، ولكني وجدته يطلب مني ان اكتب اسمي أسفل الشكوى مع كتابة كافة بياناتي بما فيها رقم المبنى والغرفة، ولكني اعترضت على كتابة اسمي مفسراً بأن معرفة الإدارة لصاحب الشكوى قد توقعه تحت ترصدات وتربصات الإدارة ، ولكنه رد على اعتراضي قائلاً " يا حبيي اكتب متخفش ده حقك" ، هذا الرد ، وهذه الكلمة بذاتها "حقك" من جعلتني اطمئن ، فكتبت بياناتي أسفل الشكوى ، ثم وعدني ان يتم الرد عليا في غضون يومين.
لم أكن متوقع آنذاك ان يتم بالفعل النظر في الشكوى في غضون يومين – كما وعدني السيد مدير الإدارة-، فبعد مرور يومين وبينما اجلس في غرفتي والساعة الثامنة صباحا، إذ بالباب يطرق، ففتحت الباب، فإذا به مشرف الدور، توقعت حينها انه أتى بخصوص الشكوى، ومن المؤكد ان يسألني عن سبب الشكوى ، وما هي المشكلات التي يعاني منها الطلاب ... فنظر الي نظره سريعة ثم نظر الى الأوراق التي كانت بيده، ثم سألني " إنت محمد عبد القوي؟" ، فرديت بهدوء تام " اه ان محمد عبد القوي" ، فنظر إلى ورقة في يده مرة أخرى وقالها " انت مفصول أسبوع يا محمد " .. لن أحدثكم عن رد فعلي تجاه هذا الوقف . فلكم انتم ان تتخيلوه..


لم أتعصب ، بل كنت هادئاً تماماً، لاني اعلم جيداً ان المشرف لا دخل له من قريب اوبعيد يقرار الفصل ، كل ما فعلته اني اردت التاكد من قرار الفصل، وبالفعل وجدته قرار معتمد من نائب رئيس الجامعة ، ولم يكن اسمي بالقرار محمد ، بل كان هناك خطأ في الحرف الأول من إسمي فجاء أسمي في قرار الفصل أحمد، فالمشرف عرف أن هناك خطأ عندما بحث عن أسمي في كشوف أسماء الطلاب بالمبنى ، لذلك لم يناديني ب" احمد "، ولكن سؤال واحد وجهته إليه " ايه سبب الفصل لو سمحت؟" ، فرده جاء كما توقعت " الفصل ... مش عارف ، إسأل مدير الإدارة انا مهمتي أنفذ القرار بس "، فذهبت الى مدير الادارة ، وأخبرته بقرار الفصل ، ففتح درج مكتبه وأخذ يقلب في اوراقه ، ثم نظر الي وقال لي " المدير المبنى بتاعك أرسل شكوى بتقول إنك بترتكب مخالفات وتحرض الطلاب على التجمهر، وإنك استضفت أصدقاء من خارج السكن الجامعي ... " فقاطعته بسؤالي " أستاذي ايه اخبار الشكوى اللى انا قدمتها ضد احمد عبد العزيز مدير المبنى بتاعي؟" فرد قائلاً " الشكوى بعتناها لمدير المبنى ، عشان يقول رأيه فيها"، وهنا علمت ان مدير المبنى قد قرأ إسمي اسفل الشكوى ، وبما انه يعرفني شخصياً فأراد ان يلفت إنتباهي ، بأنه فوق أي شكوى تقدم ضده ..
وعندها أردت أن أفسر ماحدث للسيد مدير الإدارة، فأخبرته أن مدير المبنى يتربص لي ويلفق لي مخالفات لم ارتكبها، لأنه علم اني صاحب الشكوى ، فكان الغريب في رد مدير الإدارة ، انه قال لي انه يعلم ذلك جيداً،فهو يعلم أن الشكوى ملفقة، ولكن ليس من شئونه أن يحقق في الشكوى المقدمة اليه، فشئونه كما قال هى قرأه الشكوى، وإصدار العقوبة، وحينها فاجأته بسؤال عن نتيجة شكوتي التي تقدمت بها ضد مدير المبنى ،"هل تم النظر فيها اما ماذا " فقال لي " الشكوى أرسلناها لمدير المبنى، ومدير المنى رد وقال أن الخدمات زى الفل ، وإن مفيش ألا الطالب ده اللي يشتكي".
هذا ما حدث لي العام الماضي، في العام الجديد 2010/2011 ، تقدمت بأوراقي كمثل اى طالب عادي للالتحاق بالمدينة الجامعية ،وعلى عادتي السنوية ، فأنا مستوف كافة الشروط للالتحاق بها ، فالتقدير العام جيد ، بالرغم من ان المدينة تقبل الراسب في مادة ومادتين ، وأوراقي سليمة ومسوفاه الاثنين وثلاثين دمغة والتى لا نعرف لها فائدة. ، ظهر إسمي في كشوف المقبولين ، فتوجهت الى الموظف المسئول لإنهاء إجراءات التسكين ، اخذ الموظف يذهب هنا وهناك ، ويقلب في ملفاته وأوراقه ، حتى أتى الي وقالها " انت ملكش سكن عندنا يا محمد" ، قالها وهو ينظر في ورقه بيده.
في بداية الامر توقعت أن ثمة خطأ ، فقلت له وأنا بكل ثقة " يافندم أنا مستوف كل الشروط، واسمي ظهر في كشوف المقبولين "، فنظر الي وقال " اه ، ما أنا عارف ".، فتغير لون وجهي واشتد أسلوبي في الحديث معه ، فالأن ثمة استبعاد وتدخل امني، وقبل ان أسأله عن سبب الاستبعاد ، لاحقني وأستكمل كلامه " تقرير السير والسلوك بيقول انك كنت العام الماضي مشاغب مع الإدارة ، وكنت تحرض الطلاب على التجمهر ، وتم فصلك أسبوع لاستضافة طلاب من خارج المدينة"...فبالله عليكم ماذا أقول وماذا افعل؟!
هذا هو حال جامعتنا اليوم .. يتم ردع كل من يحاول – مجرد محاولة – ان يطالب بحقه، حتى ولو أستغل ابسط السبل القانونية لذلك، لا نقول مظاهرة او اعتصام ، ولكنها شكوى بسيطة قد تطيح بك من جامعتك نهائياً، قد تدمر مستقبلك بأكمله .. لهذا الدرجة تهون على بلادنا مستقبل طلابها !! لهذه الدرجة وصلت الحماقة إلى جذورها!!، فحتى الان مازالت شكوتي التي تقدمت بها " محل الدراسة" ، أما شكوتهم فقد بتوا فيها في أسرع وقت، وأتقنوا تنفيذ العقوبة على أكمل وجه ، وهي" تشريد طالب" ليكون عبرة لمن يعتبر او يعتقد انه في بلد ديمقراطي يستطيع أن يطالب فيه بأبسط حقوقه ".

1227 معتقلة سياسياً في مصر

"ضرب، سحل، وألفاظ خادشة للحياء"، هكذا لخصت سارة محمد (22 عاماً)، حجم المعاناة التي تتعرض لها والدتها، المعتقلة بسجن القناطر في...