الخميس، 9 ديسمبر 2010

رداً على أحمد مهدي!

في ورشة الحياه حق













 ما دعاني الى كتابة هذا المقال المتواضع، أن ثمة جدال دار منذ ايام قليلة بيني وبين صديقي العزيز أحمد مهدي، الذي طالما اختلف معه فكريآ ولكني اكن له كل الإحترام والتقدير لشخصه الجدير بذلك ،وكان موضوع جدالنا هو " الحجاب "..أحمد وضع صورة ابيض واسود على صفحته الخاصة على الفيس بوك تظهر فيها سيدة عارية الشعر، وعنون الصورة بعنوان "روعة زمن فات" .. وفي الحقيقة لم افهم مغزى العنوان، فأي زمن يتحدث المهدي عن روعته، فالصورة كما يبدو عليها تعود الى أربعينيات او خمسينيات القرن الماضي، اي زمن الملك فاروق، او عبد الناصر ، فأما زمن الملك فاروق فلا اتذكر له حسبما ذكرت لنا كتب التاريخ سوى تواطئه مع الإحتلال، ونهب ثروات الشعب، واما عبد الناصر فلا اتذكر له سوى سياسة الإعتقالات والقمع التي إتبعها مع معارضيه، بصرف النظر عن الإصلاحات الإقتصادية والإحتماعية التي تمت في عهده في ظل نظام يقترب كثيراً في وجهة نظري الى الشيوعية..وهنا تيقنت أن الروعة التى يقصدها مهدي في ذالك الزمن تعود الى الخلل الذي اصاب أخلاقيات المجتمع المصري آنذاك، حيث إختفى الحجاب تقريباً من على رأس المرأه المصرية في ذالك الوقت وكان اللباس السائد للمرأه المصرية آنذاك هو " الميني جب"او السروال القصير، هذا ناهيك عن بيوت البغاء التي إنتشرت بشكل واسع والتي كانت محمية بقوة القانون حيث كان يصرح للفتايات بممارسة البغاء على انه مهنة للرزق ،وكانت الحكومة تجمع منهن الضرائب، بالإضافة الى ظاهرة شرب الخمور، حيث كانت تباع الخمور بمختلف انواعها في المتاجر مثلما تباع السجائر الأن، فهذه هي روعة ذالك الزمن عند مهدي كما فهمتها، وهنا كتبت الى مهدي تعليقاً بسيطاً بأن الإسلام وجميع الاديان السماوية قد دعت الى الحشمة ، فالفقهاء يعرفون الحشمة على انها " اللباس الذي يغطي الجسد دون الوجه والكفين " والمقصود من اللباس هنا هو الحجاب، وكما توقعت جاء رد مهدي معارضاَ تماما للأخذ بأراء الفقهاء ، فهو يراهم كما ذكرها لفظاً " مرتزقة" وانا على كامل اليقين دون شك ان مهدي يعلم ان الحجاب في الإسلام فرض عين وان الله سبحانه وتعالى قال "فإذا سألتموهن متاعاً، فإسئلوهن من وراء حجاب"..ولكن مهدي دائماً ما يربط بين تمسكنا بضوابط الدين واحكام شريعتنا وبين حالة امتنا التي يرثى لها الان، وكأن العيب فى منهج الإسلام نفسه لا في من ينهجون هذا المنهج،وردي البسيط على هذه الجزئية يا مهدي ان هذا ماهو الا كذب وإفتراء على الدين، فأغلب دول إفريفيا التي تدين بالمسيحية تعتبر افقر دول العالم واشدها حروباً ونزاعات.. فهل إالتزامهم بتعاليم الدين المسيحي هى السبب ايضاً في مشاكل اوضاعهم ام السبب يرجع الى عوامل اخري تتمثل ايضآ في سلوك الإنسان نفسه.
فمهدى يرى ان الإسلام مقيد للحريات ومخل بالعدالة في الحقوق بين الرجل والمرأه، والحريات والحقوق التي حدثني عنها مهدي ليست الحريات والحقوق التي منحها الإسلام للمسلمين وغير المسلمين والتي يتم منحها دون الخلل بحقوق الله علينا ، ولكنه يقصد الحريات الوضعية التي اتت بها الثقافات الغربية وتريد ان تفرضها علينا دون ان يعلموا عنا او عن إسلامنا شئ ،مهدي يقول ان الحريات والحقوق لن نستمدها بناءاً على دين بل اساسها الإنسان ووجوده، وانا اقول له ان الله هو صاحب الوجود وأن ما يربطنا مع الله هو الدين.
فمهدي يناقش كيف يجبرالإسلام المرأه على إرتداء الحجاب، فالمرأه مخلوق كامل مثله مثل الرجل ، وإذا كان الإسلام فرض الحجاب على المرأه لكبت وعدم إثارة شهوة الرجل، فهذا الامر مرجوعه الرجل وليس المرأه..سأرد عليك يا مهدي وسيكون ردي على قدر علمي ، بخصوص الحجاب ، فأنت تجادل نفسك فأنت تقول أن الإسلام فرض الحجاب لكبت شهوة الرجل وهذا الامر مرجوعه الرجل وليس المرأه ، فأنت تعلم أن الشهوة نتيجة طبيعية لحاجة فسيولوجية،إذن كيف ترجعها للرجل وهي حاجة طبيعية لا يستطيع التدخل فيها ، كما ان الحجاب سترة وحماية لزوجتك وبنتك من شهوات أعين الاجانب عليها،كما ان الإسلام فرض الحجاب على الاجانب فقط دون المحارم،فهل قصد الإسلام هنا تقييدحريات ام ضبط التعامل بين الجنسين فهل خطأ الإسلام ؟
مهدي ناقش قبل ذلك كيف يتيح الإسلام للمسلم ان يتزوج من مسيحية او يهودية، مع انه لا يتيح للمسلمة ان تتزوج من مسلماً او يهودي ؟. اقول لك ان الإسلام يؤمن بجميع الديانات السماوية ، لذلك فالمسلمون يؤمنون بالمسيحية ورموزها الدينية واليهودية و ورموزها الدينية، فإذا تزوج مسلم من مسيحية او يهودية فلن يزدري دينها او يحتكر رموز معتقدها لانه يؤمن بها، اما المسيحية واليهودية لا تؤمن بلإسلام على انه دين سماوي، فإذا تزوجت مسلمة من مسيحي او يهودي سيكون هناك خوف من إزدراء معتقدها او ان يحتكر رموزها، فهل اخل الإسلام في ذلك؟
يا مهدي لا نريد إفتراءآ على الدين- اي دين- سوء الإسلام او المسيحية، فتلك الديانات برئية من تخلفنا وجهلنا براءة الذئب من دمي ابن يعقوب، العيب يكمن داخلنا ، فنحن شعوب باتت اسمى طموحتها ان تحصل على الحد الادنى من الفتات ليبقيها على قيد الحياه، في الوقت الذي فيه - كما ذكرت انت- تتقاسم شعوب اخرى على بعد اميال منا إحتلال الكواكب، مهدي انت صديق احترم فيك رجاحة العقل ورقي الإسلوب فكتبت هذا المقال من منطلق تفهمك لمبدأ النقاش وتقبلك الأراء مهما إختلفت، وسأعرضها طبقاً لهذين المبدأين للمناقشة مع اصدقاءنا..محمد عبد القوي

1227 معتقلة سياسياً في مصر

"ضرب، سحل، وألفاظ خادشة للحياء"، هكذا لخصت سارة محمد (22 عاماً)، حجم المعاناة التي تتعرض لها والدتها، المعتقلة بسجن القناطر في...