شهدان
سعد الدين الشاذلي :
والدي
تعرض لظلم معنوي وجسدي وانتظر رد الاعتبار له
**
"مبارك" كان يعامله كخصم لدود و"مرسي" رد إليه أخيرا
جزءا صغيرا
**
التاريخ لم ينصفه .. وأطالب بالإفراج عن الوثائق السرية لحرب أكتوبر
**
الشاذلي كان متواضعا ، عادلا ، مرحا ..ولم يتعصب مطلقا
حوار :محمدعبد القوي وهيثم السيوفي
"
حمدت الله كثيرا وهللت وكبرت بشكل هستيريا " كان هذا رد فعلها قبل أن نبدأ في
حوارنا معها ، بعد أن تلقت اتصالا هاتفيا من ديوان رئاسة الجمهورية أخبروها فيه أن
الدكتور محمد مرسي يود دعوتها لترتيب حفل الاحتفال بنصر أكتوبر المجيد ، وتنظيم
الفقرات الخاصة بالفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة في حرب
73" كانت هذه البداية غير المتوقعة لحوارنا مع شهدان سعد الدين
الشاذلي قائلة بصوت مسموع : "ياما انت كريم يارب".
ثم
قالت إنها كانت تشعر دائما أنه سيأتي اليوم الذي يرد فيه الإعتبار إلي والدها ،
وانتظرت ذلك في احتفالات أكتوبر العام الماضي، لكنه لم يحدث .. مشيرة إلي أن ما
يعنيها أن تسقط القضية الملفقة لوالدها ، التي أعاد مبارك فتحها من جديد عام 1983
لأسباب نفسية خاصة بخلاف الـ"غيرة العسكرية" التي كانت سببا رئيسا في
معاملة مبارك للشاذلي علي أنه خصمه .
وأضافت
شهدان إن والدها تعرض لظلم معنوي وأخر جسدي، أما المعنوي فكان يتعلق بحرمانه من
التكريم ومحاولة السطو علي انجازاته الوطنية، وشطب اسمه بشكل مجحف من بانوراما حرب
أكتوبر كمحارب شجاع حاصل علي نجمة الشرف في لندن ، أما الظلم الجسدي كان من خلال
حبسه وتحديد اقامته وكأنه خطر علي الأمن العام المصري ...كل هذا وغيره ،ذكرته إبنة
الفريق أول سعد الدين الشاذلي قائد أركان حرب القوات المسلحة في حرب 1973
،،، وإلي نص الحوار .........
قلنا
لها هل أنصف التاريخ الفريق؟ فأجابت :" لم أشعر بأي حال من
الأحوال أن التاريخ أنصف أبي إلا بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ، خاصة أن
كثيرين رغبوا في معرفة من هو الفريق سعد الدين الشاذلي،بعد أن تعمد السادات
والرئيس السابق مبارك أن يمحوا إنجازات الفريق من ذاكرة المصريين. فكنت أستغرب
ان هناك مصريين لم يعلموا شيئاً عن حرب اكتوبر وعن الأخطاء التي ارتكبها البعض مثل
ثغرة "الدفر سوار" ، والصراع العسكري الذي نشأ بشأنها بين أبي من جهة
ومحمد أنور السادات رئيس الجمهورية والمشير أحمد إسماعيل وزير الحربية أنذاك
من جهة أخرى، ومن المهم ان يعرف الشعب المصري ان ما يحدث في سيناء الان هو نتاج
إتفاقية كامب ديفيد التى عارضها الفريق سعد الدين الشاذلي".
**
ثم سألناها : كيف تحولت ثقة السادات في الفريق اول سعد الدين الشاذلي الى محاولته
إقصائه عن الحياة العسكرية والسياسية؟ .. فردت :"الرئيس السادات كان يحترم
ابي وكانت تربطهما علاقة صداقة قوية ، لكن الصدام بدأ خلال حرب أكتوبر عندما عارض
أبي قرار المشير احمد إسماعيل وزير الحربية بتطوير الهجوم على القوات الاسرائيلية
من الشرق للضغط عليها لتخفيف هجومها على سوريا، لكن تم تنفيذ القرار بتطوير الهجوم
، وكان غير موفق بالمرة كما توقع
الشاذلي ، وإشتد الصدام بينهما عندما في ازمة الثغرة، حيث استطاعت القوات
الاسرائيلية تطويق الجيش الثالث تماماً، فعرض أبي على السادات سحب جزء من
القوات من الشرق الى الغرب؛ وهو ما أسماه "المناورة بالقوات" للضغط على
الجيش الاسرائلي، لكن الرئيس السادات عارض هاذ الامر تماماً واعتبره إنسحاب للجيش
المصري ".
**
فقاطعناها : وكيف صدر القرار بتسريحه من القوات المسلحة? فردت :" كان يتوقع أن يصدر مثل
هذا القرار، نتيجة خلافاته العسكرية مع السادات والمشير احمد
إسماعيل، وهو ماحدث بالفعل، حيث فوجئنا بالقرار منشوارً في الجريدة الرسمية
، وأصدر السادات قرارً بتعينه سفير لدى برطانيا، ونشر القرار بالجريدة الرسمية قبل
ان يعلم به الفريق الشاذلي،.. جابه وقاله"انا عايزك تروح لندن"، وأرسل
له اللواء محمد حسني مبارك، قائد القواات الجوية أنذاك لمحاولة إقناعه".
**
ولماذا رفض؟ :" كان يعتقد ان الرئيس السادات يحاول مكافئته
على جهوده ، فقال "لو هي مكافئة دي يبقى مش عايزها"، .. لكنه في نفس
الوقت أعتقد انها محاولة لإبعاده عن مصر كعقاب له فقال" ولو هي عقاب حاكمني
وانا مستعد للمحاكمة ."
**
وكيف كانت علاقته بمبارك وقتئذ؟ :"كان بيقول عنه انه ضابط
مطيع وملتزم بولاءه العسكري ، وكان الفريق الشاذلي رئيسه في القوات المسلحة
".
**
كيف كانت علاقته بالجاليات المصرية بالخارج؟ :" كان كثير القرب بالجليات
المسلمة عموماً وخاصة في البرتغال نظراً لأن المصريين هناك عددهم كان قليل
جداً ، واتفق مع السفراء العرب على بناء اول مسجد للميلمين في البرتغال،
وبالفعل خصص جزءاً من مينى السفارة ليكون اول مسجد للمسلمين في
البرتغال، عندما عجزت الخارجية عن شراء قطعة ارض لبناء المسجد، وطلب
من الخارجية ان ترسل له عالماً من الازهر ليكون إماماً للمسجد " .
**
كيف تابع مفاوضات كامب ديفيد ؟ فقالت :"كنا نتحدث كثيراً بشأن
المفاوضات، وكان هو لازال يعمل في البرتغال، وكان حاسس ان السادات سيوقع على
الاتفاقية في نهاية المفاوضات، فكنت اعترض واقول له " السادات ده داهية ومش
هيمضي " فيرد عليا "لا شكله هيمضي" ، لانه كان عارف ان
السادات مجبر على توقيع الاتفاقية لأن الجيش الثالث كان محاصرا
بالكامل بسبب الثغرة ".
**
ماذا قرر بعد توقيع الاتفاقية؟ فأجابت :"ظل ينتقد توقيع الاتفاقية
وسياسيةالسادات في السلام مع إسرائل، واعلن رفضه لإتفاقية كامبد ديفيد، وهو ما ادى
الى عزله من منصبه كسفير مصر لدى البرتغال، وبعدها قرر اللجوء السياسي الى
الجزائر.
**
لكن لماذا الجزائر تحديداً؟ فقالت :" ، هو تلقى عدة اتصالات ودعوات من مختلف الملوك
والأمراء العرب، مثل سوريا والعراق، حيث اتصل به صدام حسين ودعاه الى العراق ،
بعدما علموا انه ترك منصبه كسفير لمصر فى البرتغال وأبدى اعتراضاً على
اتفاقية كامب ديفيد ، لكنه فضل الجزائر لأن السلطة هناك في يد مجلس ثورة
وليس فرد".
**
وماذا بعد لجوءه للجزائر؟ فأجابت :" كانت حياتنا في الجزائر
رائعة وراقية .. عاش بين هؤلاء الناس 14 سنة، وكان مستىوى حياته هناك مثل
الدبلوماسيين ، فكان دائم الاتصال بالسفراء العرب، وكانوا يترددون على
منزله، ولم ينعزل العمل السياسي ، فأصدر مجلة (الجبهة ) في الجزائر، ليتناول فيها
القضايا العربية وخصوصاً قضية الصراع العربي الاسرائيلي، وكنت اوتولى نشرها في
الولايات المتحدة، وتحولت المجلة بعد ذلك لنقد سياسات الرئيس السابق حسني مبارك ،
كما مارس الكتابة وهو في منفاه، فصدر له كتابي الخيار العسكري، و4 سنوات في السلك
الدبولماسي ".
** هل كان يتوقع سجنه فور
عودته لمصر؟ "قبل عودته سألنا الدكتور مصطفى الفقي بحكم
عمله فى رئاسة الجمهورية عن هاذا الموضوع ، فقالنا "هاتوا محامي عسكري
لأن فيه حكم عسكري والرياسة ملهاش دخل"، فسألنا محامي مدني وهو الاستاذ عبد
الحليم رمضان، فطمنا وقال " 1000% لازم تتعاد محاكمته" وبالقانون لان ده
حكم غيابي.
**
وماذا حدث بعد ذلك؟ فأجابت "قبل وصوله مطار القاهرة، اتصلت بنا احدى
الجهات وطلبت منا عدم التوجه للمطار لإستقبال الفريق، وكانت والدتي في القاهرة في
ذلك الوقت، وابلغتنا ان في سيارة هتوصله لحد البيت، لكن والدتي قلقت جداً
وقررت تروح المطار، وبعدما وصلت وجدت الطريق مغلقاً، فسألنا عن وصوله فعرفنا ان
الطائرة وصلت وان سيارة مجهولة اخذته الى مكان مجهول، وقتها بحثنا عنه لمدة يومين كاملين لا نعرف أى جهة
أخذته ولا أين هو، وبعد ذلك اتصلت والدتي برئاسة الجمهورية وقالت لهم إذا لم أجد
زوجى فسوف أذهب إلى قصر الرئاسة اعتصم أمامه ، في اليوم التالي أخبرونا عن
مكانه، توجهنا
للقضاء المدني فحكم ببطلان الحكم العسكري، وقالوا انه والعدم سواء .. وحكم بخروجه
من السجن ولكن لم ينفذ الحكم .
**
كيف كانت زيارتكم اليه في سجنه؟ فذكرت :" كنا نتحدث عن كل
شىء، وكان مهتم بمتابعة قضيته وردود افعال الشارع والاعلام ، اما عن حياته داخل
السجن فهو ملتزم جداً يسير على بروجرام يومي، فكان يستيقظ من نومه
ويتوضاً ويصلي ثم يقرأ ويتابع أخر الاخبار، وطلب منا عجلة رياضية ليمارس عليها
رياضته، وكان إجتماعياً حتى وهو في سجنه.. المساجين والاطباء وقادة السجن
كانوا يحبون زيارته والجلوس معه.
**
وماذا بعد خروجه من السجن ؟ فقالت : "فترة معاش .. عاش
حياته الاسرية عادي جداً وكان بيقضي وقته اما في إسكندرية في الصيف، او كان بيسافر
للبلد وفي نهاية التسعينيات ظهر في الجزيرة في برنامج شاهد على العصر، وايام
حرب العراق كان يظهر على الفضائيات كمحلل عسكرس وسياسي، وكتب مذكراته
ولكننا لم ننشرها بعد.
هل
ترين ان الثورة الثورة اعادت اعتباره؟ : "طبعاً .. كفاية ان
3مليون شخص صلوا عليه في ميدان التحرير.. وأغلب الفضائيات الفضائيات
والصحافة الخاصة اتكلمت عنه بعد الثورة .. ولكني كنت أنتظر من المجلس
العسكري ان يصدر إعتذاراً، أو بياناً يرد فيه إعتباره، ويقول ان الحكم بسجنه كان
باطلاً ، ولكن لم ينصفنا في ذلك الا القضاء المصري الذي رد اعتباره عام 2005.
(تلقت
شهدان الشاذلي في اليوم الذي اجرانا فيه الحوار، دعوة من الرئيس مرسي، لتكريم
الفريق سعد الشاذلي) فطرحنا عيلها هذا السؤال: كيف كان شعورك عن تلقييك دعوة من
الرئيس مرسي لتكريم الراحل؟
ياااه..
قلت "ياما انت كريم يارب.. الحمد لله ان أمي عاشت وشافت اليوم ده .. الحمد
لله على الثورة اللي جابت رئيس منتخب وقيادة عسكرية جيدة.
ماذا
ستطلبي من الدكتور مرسي أثناء التكريم؟ فردت : " اهم
مطالب هي الافراج عن وثائق وملفات حرب اكتوبر، لأن الشعب من حقه يعرف
كل اللي حصل في حرب اكتوبر تاريخ مصر اهم من كل شىء، والحمد لله
النياشين عادت ورجعت بعد الثورة بحكم المحكمة.
وهل
كان هناك علاقة بين الفريق والمشير طنطاوي؟ : " أعتقد انه لا لم يكن هناك
اتصالاً بينهم، ولم نسمعه مرة يتحدث عن المشير طنطاوي.
ثم
سألناها ..هل دارت اتصالات بينه وبين قيادات في هذا الفترة؟ فقالت : " كان
بيجيله صديقه حسين الشافعي كان بيقعد معاه في اسكتندرية واحيانا عبد
القادر حاتم.. كانت حياته عادية
لم
يحاول مقابلة مبارك؟ :" لم يحاول حتى بعدما ردت المحكمة اليها
إعتباره في 2005 لم يتم صرف المكافأت التي تصرف لكل من يحمل تلك النياشين والاوسمة
لكن كبرياؤه منعه من أن يطلب من الرئاسة إعادة صرف تلك المكافأت.
وأنهينا
الحوار معها ..ماذا قال الفريق عن الثورة المصرية قبل وفاتة؟ : كان
دائماً يقول ان الشعب المصري عاجلا ام اجلا سيثور.. واكتفى بالمتابعة
الخفيفة لأخبار الثورة وميدان التحرير نظراً لمرضه الشديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق